02 ديسمبر, 2016 12:21:59 ص
قبل أن نتطرق الى الدور الوطني للسادة الشيوخ آل العيدروس لابد من الإشارة والحديث عن الغزو البرتغالي لعدن عام1513م ، ذلك حيث ان الإمام الشيخ أبوبكر بن عبدالله العيدروس كان له الدور الأبرز في حماية عدن من الغزوات مستخدماً بذلك نفوذه وشخصيته القوية وعلاقته الحميمة مع آل طاهر .
وقد ورد ذلك في كتاب "تاريخ الشحر" للطيب الفقيه ونقله "حمزة لقمان" في كتاب "تاريخ الجزر اليمنية" وكذلك حسن شهاب في "أضواء على تاريخ اليمن البحري" . وكما اشار "كتاب تاريخ حضرموت" بأن السلطان عامر بن عبدالوهاب كان على مودة كبيرة وصله اكيدة بالأمام الكبير الشيخ أبي بكر عبدالله العيدروس صاحب المشهد المعروف بمدينة عدن ، واشار الكتاب ايضاً بان عامر كان لا يخالف الشيخ العيدروس في أمر ولا نهي .
وقد أدت هذه العلاقة الى تقوية صفوف المقاتلين في التصدي للغزو البرتغالي الذي فشل في عام 1513م في غزوه لعدن ، إلا أن البرتغاليين استمروا في وضع خططهم واطماعهم في غزو عدن مرة اخرى وذلك في عام 1517م بالحيلة والمكر.
لقد أحب الشيخ أبوبكر العيدروس البقاء في مدينة عدن ، فبدأ بتأسيس صرحا تاريخيا اسلامياً يشهد عليه التاريخ واقام مسجده فيها الدي يعد دلك المسجد رمزا للمدينة ، فأصبحت عدن هي مدينة العيدروس و العيدروس هو حامي المدينة وراعيها والمدافع عنها وعن اهلها . الذين احبوا تقياه وورعه وتوسعه وتبحره في علوم الدين والفقه واصوله والحديث . وبعد ان صعدت روحه الطاهرة الى باريها عام 914 هـ ، خلف ورائه سلالة كريمة واصلت اداء الرسالة التي بدأها ولي الله الصالح العيدروس ، وقد توارثت هذه السلالة الكريمة عن جدها مكارم الاخلاق وحب الناس وخدمة الاسلام والمسلمين وحماية المدينة والدفاع عنها، واستمر الاحفاد واحفاد الاحفاد في اداء هذا الدور على طريق الخير والمساعدة .
منذ وفاة الحبيب النسيب الشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس ومقام آل العيدروس يعلو ويرتفع ويبرز في مرتبة النيابة عن مظهر السادة الشيوخ الهاشميين (ال البيت) ومن المعلوم أن مقام العيدروس بعدن ظل شامخاً شموخ الجبال على مر القرون وكان لهذا المقام الدور الفاعل في كافة الأحداث التي شهدتها عدن من القرون التاسع والعاشر حتى عصرنا هذا.
السادة آل العيدروس يضعون أول خارطة لعدن
في يوم السبت بتاريخ الثامن والعشرين من شهر جمادى الأخر عام 987هـ - 1579م قام ال العيدروس بتوثيق أقدم مخطوطة لمدينة عدن ( خارطة لمدينة عدن 1579م ) التي خطت بيد الشيخ عمر بن عبدالله بن علوي بن القطب الحبيب النسيب الشيخ عبدالله بن العيدروس نفع الله به أجمعين ،
الدور الوطني للسادة آل العيدروس (من 1838 حتى 1967م)
أستمرت الأدوار الوطنية للسادة الشيوخ آل العيدروس بعد وفاة الإمام الشيخ أبوبكر العيدروس ، وقد حملوا من بعده لواء الدفاع عن عدن وأهلها حتى كانت فترة بدء الهجوم على عدن من قبل الإستعمار البريطاني في 1839م ، لكن قبل ذلك بعامين وتحديداً في 1837م كانت بريطانيا تبحث عن مبررات لغزو عدن ومنها تلك الحادثة لجنوح السفينة البريطانية "داريا دولت" أمام ساحل صيرة التي كان على متنها عدد كبير من الحجاج المسلمين الذين تعرضوا لمضايقات ونهب اثناء رحلتهم وأصيب بعضهم بالعياء الشديد ، وقد سارع الشيخ علوي بن زين العيدروس كعادته لغوثهم وحمايتهم وتقديم المأوى والمآكل والملبس لهم .
وبعد هذه الحادثة توالت محاولات الكابتن هنس لضرب عدن ، إلا أن الشيخ علوي بن زين العيدروس الذي كان منصب عدن آنذاك كان يتدخل بقوة لإقناعه بإيقاف الضرب لحماية الأهالي ، كما ذكر ذلك الباحث والعالم العربي د. الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة في كتابه الذي تحصل بموجبه على شهادة الدكتوراه ، انه في تاريخ 7 يناير 1839 ، وصلت السفينة الحربية البريطانية ( كوت ) وصعد اليها وفد مفوض من اهالي مدينة عدن برئاسة منصب عدن الشيخ علوي بن زين العيدروس وابنه الشيخ زين بن علوي العيدروس وعقدوا اجتماع مع القبطان هينس لمصلحة مدينة عدن ، وكما اشار كتاب "الصراع الدولي على عدن والدور المصري" بان الشيخ زين العيدروس الذي ينسب اليه دور هام ومشهود في تخفيف وطأة الحصار وفتح مسار المفوضات لتخفيف حدة المواجه في مدينة عدن.
وقد واصل ال العيدروس (الهاشميون) في لعب دورهم المؤثر في مدينة عدن ، حيث تشير الكتب والمراجع بان ال العيدروس أسرة فائقة الشهرة العلمية و السياسية و الاجتماعية ، وحضورهم المميز بمقدمة الاجتماعات والاحتفالات الملكية و القومية واللقاءات السياسية ، ولهم الدور البارز في البدايات الأولى لتأسيس الإدارة المدنية في عدن منها المجال القضائي و التعليمي و الصحي وغيرها.
أستمر الدور الوطني للسادة الشيوخ آل العيدروس بعد حكم بريطانيا لعدن ، وسعى السادة الشيوخ المناصب للحفاظ على إستمرار الحياة الإجتماعية وتجنيب المدينة الكثير من المشكلات وقد استمر ذلك لسنوات طويلة إبان الحكم البريطاني لعدن ، ما جعل كثير من الصحف البريطانية ومنها الصحيفة الملكية الرسمية للتاج البريطاني و المؤرخة بتاريخ 2/ JANVARY 1956 تؤكد في تقاريرها بأن السيد النسيب الشيخ زين بن حسن العيدروس متبني خدمة مدينة عدن وشعبها ، وكما نشرت ايضاً في تاريخ 1/ st JANARY 1964 بأن الشيخ أبوبكر العيدروس هو منصب عدن والحاكم الشرعي للبلاد في إشارة تؤكد أن عدن وتاريخ عدن مرتبط ارتباطا وثيقاً بالإمام الشيخ أبوبكر العيدروس ( الهاشمي)