الخميس - 20 - جمادى الأولى - 1446

الخميس-21 نوفمبر 2024 - 05:21 م




تاريخ عدن

15 يناير, 2017 11:47:15 م

مواقع اثرية ومعالم تاريخية شاهدة على عراقة عدن
 
مقدمة
تتميز عدن بهوية جنوبية مستقلة تتجلى في معالمها التاريخية ذات الطابع المعماري الفريد الذي يميزها عن بقية مدن المنطقة ونظراً لما تتمتع به عدن من تاريخ عريق نتيجة لإزدهار الحياة الاقتصادية والتجارية فيها منذ القرن التاسع عشر فقد انتشرت فيها الكثير من المعالم التاريخية بالإضافة إلى ما كان يتواجد بها من مواقع اثرية شيدت قبل نحو اكثر من 1500عام .
 
وبالرغم من حالة الإهمال لهذه المواقع والمعالم وعدم إيلاءها مزيد من الاهتمام من قبل السلطات الحاكمة منذ سنوات طويلة إلا إنها لازالت قائمة وشامخة وإن كانت قد تشوهت بعض أجزاءها وتغيرت ملامحها بعض الشيء نتيجة لعوامل كثيرة أخرى تتصل بالعمارة الحديثة وتخطيط المدن دون مراعاة لهذه المعالم الحفاظ عليها من الاندثار وإبقاءها بارزة بعيداً عن الأبنية الشاهخة التي تحجبها عن رؤية الزائرين للمدينة .
 
ان هذه المواقع الاثرية والمواقع التاريخية تؤكد مدى عراقة عدن في تاريخها القديم والحديث .
وقد شكلت مدينة عدن عاصمة الجنوب العربي (جنوب اليمن )، حالة فريدة في التعايش والتنوع ضم كيانات إنسانية متعددة، رغم اختلاف معتقداتهم، ولعل الموقع الاستراتيجي للمدينة والمفتوح على البحر عبر التاريخ، لعب دورا محوريا، مما جعلها محط انظار بعض الدول الكبرى ومنها الامبروطورية البريطانية الذين استعمروها زهاء 129 عاما مابين (1839- 1967)، بل هيأها لأن تكون نقطة التقاء بشري بين جنسيات مختلفة.
 وتعد مدينة عدن الوحيدة بين مدن شبه الجزيرة العربية، التي تتفرد بوجود معالم مهمة تتصل بكل العصور التاريخية.

المعالم و المواقع الاثرية  التاريخية :
  1.   منارة عدن
  2.   مسجد العيدروس
  3.   مسجد أبان
  4.   قلعة صيرة
  5.   الصهاريج
  6.   الدرب التركي
  7.   سدود هضاب شمسان
  8.   والعديد من المواقع الأثرية ...
 
وهناك العديد من المعالم التاريخية في عدن من مباني اثرية ذات طابع معماري فريد ومساجد ودور العبادة و المباني السكنية القديمة والقلاع وقصور و الكنائس  والملفت انها جميعها تعايشت إلى جانب بعضها البعض في تلاقح ثقافي بديع، لاتزال حتى اليوم شواهد تلك المرحلة رابضة على أرض الواقع رغم العبث بها".
 
والكثير من هذه المعالم طالها الإهمال والبعض منها تم ترميمه وإعادة بنائه بنمط معماري جديد خارج الهوية المعمارية لعدن ومعالمها التاريخية مثل مسجد ابان الذي شيده ابان بن عثمان بن عفان وغيره من المساجد، كما دمرت الحروب وتحديداً حرب 1994 و حرب 2015 الذي شنهما نظام الاحتلال اليمني على الجنوب بصورة متعمدة  على الرغم من أنها لم تكن قريبة من مواقع عسكرية.
والى جانب هذه المواقع الاثرية والمعالم التاريخية التي شوهت من قبل نظام الاحتلال اليمني فقد تم سرقة هذه العصابات لعشرات القطع الاثرية منذ حرب 1994م على الجنوب حتى حرب عام 2015م عندما غزت جحافل هذه العصابات عدن واقتحمت كل مؤسساتها وصروحها العلمية والثقافية والسياحية ومنها متاحف عدن التاريخية القديمة مثل متحف الاثار في منطقة التواهي والمتحف العسكري ومتحف الموروث الشعبي في مدينة عدن القديمة ( كريتر ) وسرقت ونهبت قطع اثرية نادرة ومخطوطات وخرائط قديمة وقطع سلاح كالسيوف والرماح الذي يمتد عمرها لما يقرب من الف عام
 
الا ان المعالم الاثرية التاريخية هي اليوم شاهدة لعراقة عدن حتى وان سرقت تلك القطع الاثرية من متاحفها ، فقلعة صيرة الشامخة ومنارة عدن التاريخية وصهاريج الطويلة العريقة التي طالها الأهمال المتعمد ومحاولات التدمير التي فشلت تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على عراقة عدن كمدينة حضارية قديمة في المنطقة استطاعت ان تكون في مطلع القرن التاسع عشر المدينة الرائدة في كل مجالات الحياة ، انها عدن مدينة السلام والتعايش بين مختلف الطوائف والاديان، مدينة الثقافة والسياحة مدينة المحبة والجمال.