24 أغسطس, 2016 11:20:42 م
مسجد العيدروس :
يقع في حي العيدروس بمدينة عدن (كريتر) مديرية صيرة ، وقد قام بتشييده الإمام الشيخ أبوبكر بن عبد الله العيدروس في عام (890 هجرية – 1485 ميلادية) .
وقد بني على الطراز المعماري الإسلامي القديم ، ويوجد إلى الشمال من المسجد قبر وضريح والي الله الصالح "الإمام العيدروس" طيب الله ثراه.
يعد مسجد العيدروس الذي يقع في شارع العيدروس في منطقة كريتر من أشهر معالم مدينة عدن ويؤمه كثير من السواح من زوار المدينة وقد بناه الشيخ العلامة أبو بكر بن عبد الله بن أبي بكر العيدروس الذي ولد في مدينة تريم في (852_1488 م) وحفظ القرآن صغيراً وتعلم فيها على يد كوكبة من أكبر علماء وفقهاء المدينة في ذلك العصر حتى أصبح شيخاً ملماً بالعلوم والمعارف الدينية وله العديد من المؤلفات العلمية والدينية والمخطوطات وكان له دور إجتماعي بارز وكان جواداً وكريم اليد فطاف بأجزاء من بأجزاء من حضرموت ومنها الشحر ثم تجول تجول زائراً إلى زبيد وبيت الفقيه وحج بيت الله الحرام وعند عودته زار ميناء زيلع حالياً ي (الصومال) ثم رحل إلى الحديدة فتعز فلحج ودخل عدن بناءاً على طلب ورغبة من علمائها في مجيئه إليهم للإقتباس والنهل من علمه ومعارفه ولبى الدعوى ودخل عدن في 13 ربيع الثاني (8891هـ _ 1484م ) .
قام الشيخ العيدروس الذي توفي في ليلة الثلاثاء 14 من شهر شوال سنة 914م بتشييد مسجده في عام 890هـ _ 1485م وأصبح له الكثير من التلامذة والمريدين وذاع صيته في بقاع شتى من العالم الإسلامي وفي بداية الأمر فقد كان المبنى عبارة عن مسجد صغير بني على الطراز المعماري الإسلامي القديم التجديد الأول للمسجد كان خلال عهد العثمانيين في 976هـ _ 1568م بعدما يزيد على ستين عاماً على رحيل العيدروس البناء الحالي والتجديد للقبة والمدخل الرئيسي الشرقي يعود تاريخه إلى العام 1274هـ -1895م وذلك وفقاً لما ورد في نص التأسيس على لوح خشبي موجود بالمدخل الرئيسي المؤدي للقبة والمسجد .
المدخل الرئيسي تغطيه قبة يصد إليها عن طريق درجات سلم ، ويزين القبة زخارف ومنمنمات نباتية وهندسية مرسومة بالون المائي على طبقة من الجص الجيري بطريقة الأفريسيك ويواجه المدخل عقد ومفصص آخاذ يشبه تلك العقود المنتشرة في جوامع المغرب العربي توجد للمساجد منارة عالية باتت من معالم المدينة وهي ملاصقة للجدار الشمالي للقبة في الركن الشرقي ومبنية من حجر الحبش الأسود وتتكون من بدن مثمن الشكل والأضلاع به ثلاث دورات خشبية في الأعلى بقبة صغيرة مضلعة ، ولا توجد فتحات كثيرة في ويلاحظ وجود تأثر في نمط العمارة الإسلامي في البناء المنارة بما هو مماثل في الهند وغيران ، وذلك بحكم التواصل الدائم مع تلك البلدان الإسلامية الموقع الجغرافي في عدن ، وقد بنيت في القرن التاسع عشر الميلادي .
تتنوع الزخرفة والنقوش الموجود بالمسجد من حيث تنوع التطبيقات والأساليب التي تم إستخدام في مراحل التجديدات المختلفة تبعاً لإختلاف المدارس المعمارية الإسلامية ، كما يلاحظ أن الزخارف والمنمنمات والفسيفساء المستخدمة في الدهاليز قد تمت بإستخدام أساليب الحفر والتخريم كما جددت عمارته أكثر من مرة خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين ، وكان آخر في منتصف القرن الثالث عشر ، حيث وفق الله لعمارته وتجديده أحد المحبين لعمل الخير الرجل الصالح إسماعيل بن حبيب الميمني ، وكان من الرجال المعروفين _ 1272هـ) وصرف على عملية تجديده أكثر من مائة ألف روبية وفي آواخر القرن الرابع عشر كانت آخر توسعة للمسجد في عهد منصف عدن مصطفى بن زين كما كانت آخر عملية ترميم سنة 1413هـ والتي فيها أضافة رباط التربية الإسلامية .
التجديدات التي تممت للمسجد :-
التجديد الأول للمسجد ..
- تم خلال عهد العثمانيين في (976 هجرية – 1568 ميلادية) بعد ما يزيد عن(ستين عاماً) من وفاة الإمام العيدروس .
- البناء الحالي والتجديد الثاني ..
- تمّ للقبة والمدخل الرئيسي الشرقي الذي يعود تاريخه على عام (1274 هجرية – 1859 ميلادية )، وذلك وفقاً لما ورد في نص التأسيس على لوح خشبي موجود بالمدخل الرئيسي المؤدي إلى القبلة والمسجد .
- المدخل الرئيسي للمسجد ..
- تغطيه قبة يصعد إليها عن طريق درجات سُلَّم ، ويُزيِّن زخارف و منمنمات نباتية وهندسية مرسومة باللون المائي على طبقة من الجبص الجيري بطريقة (الأفريسيكFRESCO -) ويواجه المدخل عقد مفصص أخاذ يشبه تلك العقود المنتشرة في جوامع المغرب العربي .
- القبة ..
- قبة مسجد الإمام "العيدروس" كبيرة تغطي حجرة مريعة تحتوي بداخلها على قبور و أضرحة للإمام العيدروس وأفراد من أسرته وبعض أقربائه ، ويزين القبة عُقد مدبب يحيد بها ، كما أنّ القبة من الداخل بها زخارف ونقوش باللون المائي ، وتوجد أربع نوافذ لغرض تحسين الإضاءة و التهوية ، ويوجد أيضاً أربعة أبواب موزعة على جدران الغرفة الأربعة مزينة بزخارف ونقوش محفورة عليها .
- منارة المسجد ..
- يوج للمسجد منارةٌ عالية ملاصقةٌ للجدار الشمالي للقبة في الركن الشرقي . مبنية من حجر "الحبش الأسود" وتتكون من بدن مثمن الشمل والأضلاع به ثلاث دورات خشبية تنتهي في العلى بقبة صغيرة مضلعة ، ويوجد في الدور الثالث من المنارة أربع مشربيات خشبية بارزة عن بدن المنارة تستخدم للأذان .
- التجديدات التي تمَّت حديثاً ..
- يُعتبر مسجد الإمام "العيدروس" من المعالم التاريخية لمدينة عدن . وقد اكتسب هذا المسجد شهرةً كبيرة في اليمن والدول الإسلامية .
** وفي بداية عام 2009 م تمَّت أعمال صيانة وترميمات شاملة للمسجد . بالإضافة إلى تجهيزات كبيرة احتوت أعمال زينة حديثة وذلك بتركيب "النجف" الضخمة الأخاذة والسجاد الفاخر وغيرها من أعمال التجديد التي أضفت على هذا المسجد .
"المعلم التاريخي" رونقاً بديعاً جميلاً أخاذاً امتزج بالجو الروحاني الذي تتمتع به بيوت الله في كل أنحاء المعمورة ، فيبعث في النفس سكينة و ارتياحاً و خشوعاً .
** وفي هذا المقام الجميل الذي أبهر الزائرين والمرتادين إليه حرص الشيخ الجليل / أحمد بن عبد القادر العيدروس أحد أحفاد الإمام العدني هو القطب الحبيب السيد الشيخ /ابي بكر بن عبد الله العيدروس على أن تتم أعمال الترميمات والتجهيزات التي أزدان به هذا المسجد شيئ من الروعة و الجمال البهي حيث تمت هذه الأعمال تمت على نفقته ، بصورة دقيقة لتحافظ على الطابع المعماري الإسلامي الفريد الذي الذي يتمتع به الزوار والسياح والذي أتبع أيضاً عند تشييد هذا المعلم التاريخي و الصرح الديني الذي أصبح أحد المعالم الأساسية و الرئيسية لمدينة عدن وحرص و اهتمام السياح لزيارة هذا الصرح التاريخي الجميل .