15 يناير, 2017 11:14:12 م
يعد مسجد العيدروس الذي يقع في حي العيدروس في منطقة كريتر من اشهر معالم مدينة عدن ويؤمه كثير من السواح من زوار المدينة، وقد بناه الشيخ العلامة ابوبكر بن عبدالله بن ابي بكر العيدروس الذي ولد في مدينة تريم حضرموت في (852هـ/1488م) وحفظ القرآن صغيراً وتعلم فيها على يد كوكبة من اكابر علماء وفقهاء المدينة في ذلك العصر حتى اصبح شيخاً ملماً بالعلوم والمعارف الدينية وله العديد من المؤلفات العلمية والدينية والمخطوطات وكان له دور اجتماعي بارز وكان جواداً وكريم اليد فطاف باجزاء من حضرموت ومنها الشحر ثم تجول زائراً الى زبيد وبيت الفقيه وحج بيت الله الحرام وعند عودته زار ميناء زيلع حالياً في «الصومال» ثم رحل الى الحديدة فتعز فلحج ودخل عدن بناء على طلب ورغبة من علمائها في مجيئه اليهم للاقتباس والنهل من علمه ومعارفه ولبى الدعوة فدخل عدن في 13 ربيع الثاني 889هـ/1484م.
قام الشيخ العيدروس الذي توفي في ليلة الثلاثاء 14 من شهر شوال سنة 914هـ الموافق 1508م بتشييد مسجده في عام 890هـ 1485م، واصبح له الكثير من التلامذة والمريدين وذاع صيته في بقاع شتى من العالم الاسلامي.
وفي بداية الامر فقد كان المبنى عبارة عن مسجد صغير بني على الطراز المعماري الاسلامي القديم.
التجديد الاول للمسجد كان خلال عهد العثمانيين في 976هـ،/1568م بعدما يزيد على ستين عاما من رحيل العيدروس.
البناء الحالي والتجديد للقبة والمدخل الرئيسي الشرقي يعود تاريخه الى عام 1274هـ/1895م وذلك وفقاً لما ورد في نص التأسيس على لوح خشبي موجود بالمدخل الرئيسي المؤدي للقبة والمسجد. المدخل الرئيسي تغطيه قبة يصعد اليها عن طريق درجات سلم، ويزين القبة زخارف ومنمنمات نباتية وهندسية مرسومة باللون المائي على طبقة من الجص الجيري بطريقة الافريسيك ويواجه المدخل عقد مفصص اخاذ يشبه تلك العقود المنتشرة في جوامع المغرب العربي.
توجد للمسجد منارة عالية باتت من معالم المدينة وهي ملاصقة للجدار الشمالي للقبة في الركن الشرقي ومبنية من حجر الحبش الاسود وتتكون من بدن مثمن الشكل والاضلاع به ثلاث دورات خشبية تنتهي في الاعلى بقبة صغيرة مضلعة، ولا توجد فتحات كثيرة في بدن المنارة، ويوجد في الطابق الثالث اربع مشربيات خشبية بارزة عن بدن المنارة تستخدم للاذان، ويلاحظ وجود تأثر بنمط العمارة الاسلامي في بناء المنارة بما هو مماثل في الهند وغيران، وذلك بحكم التواصل الدائم مع تلك البلدان الاسلامية الذي فرضه الموقع الجغرافي لمدينة عدن، وقد بنيت في القرن التاسع عشر الميلادي.
تنوع الزخرفة والنقوش الموجودة بالمسجد من حيث تنوع التطبيقات والاساليب التي تم استخدامها في مراحل التجديدات المختلفة تبعاً لاختلاف المدارس المعمارية الاسلامية، كما يلاحظ ان الزخارف والمنمنمات والفسيفساء المستخدمة في الدهاليز قد تمت باستخدام اساليب الحفر والتخريم.
رابط المقال في صحيفة عكاظ
http://www.okaz.com.sa/article/60271/